Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
30 décembre 2021 4 30 /12 /décembre /2021 19:47

تونس – عندما أصدر الكاتب المغربي رشيد أيلال كتابه “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة”، كان يعلم أنه سيواجه سيلا من الانتقادات، كما قال في تقديمه للكتاب، من محاكم التفتيش ومن دعاة تقديس الشيوخ الذين يحاكمون النوايا ويقفون بالمرصاد ضد كل من يحاول استعمال فكره وعقله ويسائل النصوص الموروثة محاولا تمحيصها.

التقت “العرب” رشيد أيلال على هامش ندوة نظمها مرصد الحريات والسياسات الثقافية بتونس، جددت التساؤل حول إشكالية الموروث الديني؛ هل أن هذا التراث شيء مقدس أم إنتاج بشري قابل للنقد؟، وذلك انطلاقا من كتاب أيلال الذي يسلط الضوء على قضية جدلية في الموروث الديني، وهي قضية الأحاديث المنقولة عن النبي محمد، ومدى صحتها، وصحة ما يسمى بـ“الكتب الصحيحة”، وأبرزها صحيحا الإمام مسلم والإمام البخاري.

كتاب “صحيح البخاري..نهاية أسطورة” أثار جدلا منذ طرحه بالمغرب إلى درجة دعوة رجال دين بمراكش إلى منعه ومقاضاة كاتبه المغربي رشيد أيلال، الأمر الذي يدفع خبراء وباحثين إلى التساؤل حول مستقبل حرية التعبير والفكر والحريات الأكاديمية في العالم العربي. ورغم الضغط يلاقي الكتاب إقبالا كبيرا في المغرب والخارج. ومؤخرا، حقق الكتاب مبيعات هامة بمعرض تونس الدولي للكتاب. وفي لقاء مع “العرب” يتحدث أيلال عن كتابه وما جاء فيه من قضايا مثيرة للجدل ويصفها البعض بالصادمة، داعيا إلى استغلال التطور العلمي للتدقيق في التراث الديني بابتكار منهجية جديدة نتحرر فيها من قيود القدامى. ويعتقد متابعون أنها صدمة مطلوبة لمراجعة التراث الديني، وتجديد الخطاب بما يحفظ للدين قدسيته ويبعده عن شبهات الإرهاب واستغلال السياسيين له

حجج الكاتب

يقول أيلال، وهو عصامي التكوين، إنه اعتمد على علم المخطوطات لشرح وجهة نظره ولتقديم حججه للقارئ. ووصف الكاتب المغربي عزيز شراج، الذي قدم الكتاب خلال الندوة، الكتاب بأنه جريء يدعو إلى التفكير وتحكيم العقل، قائلا “لا يجب أن نجعل عقلنا مصادرا بل يجب أن نعيد كينونة ذاتنا”.

يشرح أيلال ما وصفه بـ“خرافات تحيط بصحيح البخاري ومؤلفه”. ويقول “صحيح البخاري نهاية أسطورة’ هو لفتة أو محاولة لاستنباط أو لأخذ بعض الأمور التي يعرفها الفقهاء ويحاصرونها في معتقلاتهم الأكاديمية راكدة وساكنة في كتبهم لكن العامة لا تعرفها”. ويتابع “قمت في هذا الكتاب بإخراجها من معتقلها لكي يعرفها الناس، فعندما نتحدث مثلا عن تدوين السنة وأن السنة هي الأصل الثاني من التشريع بعد القرآن، يجب الانتباه إلى ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ‘لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه”.

ويضيف “لم يبدأ تدوين الأحاديث النبوية حتى أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، ومع التدوين بدأ التزوير وبدأ تسييس الدين”.

ويعتبر أيلال أن “صحيح البخاري لم يعد يتماشى مع ما وصلت إليه البشرية من تقدم”، وأنه “من الضروري أن نغير المنهجيات القديمة”، مشيرا إلى أن الظروف المحيطة التي نشأ فيها الحديث مثيرة للريبة حيث تزامنت مع حرب المرويات بين المذاهب وبين السياسيين، فكل فئة تحاول أن تضع أحاديث لتهاجم بها فئة أخرى وتنتصر لنفسها. والكل ينسب هذا للرسول الكريم، لذلك يستنتج أن هذه الظروف هي التي صنعت أسطورة صحيح البخاري.

ويقول إنه حاول تفكيك هذه الأسطورة بلغة الأرقام الصماء التي لا تحابي أحدا ولا تخضع لأيديولوجيا مسبقة، مشيرا إلى أنه أرجع المخطوطات التي قام بدراستها، وهي حوالي 70 مخطوطة من مخطوط صحيح البخاري، وتبين أن هناك فاصلا زمنيا كبيرا بينها وبين عهد الشيخ البخاري وهناك اختلافات كثيرة بينها.

ويبين رشيد أيلال أن صحيح البخاري توحد حتى أصبح نسخة واحدة في القرن التاسع هجري أي بعد وفاة البخاري بـ600 سنة، لافتا إلى أنه كانت هناك إدراجات وإضافات في الكتاب كثيرة جدا بشهادات شيوخ وفقهاء.

ويضيف أن “صحيح البخاري بدأه الكاتب وأكمله التلاميذ وأضافو ما أضافوه”، مشيرا إلى أن “كل فئة تضيف ما تضيفه حسب ثقافتها وانتمائها، حيث أن أخطر ما في الثقافة الفارسية وثقافة اليهود كانت حاضرة بقوة (وأيضا جل من كتبوا الأحاديث كانوا ينتمون إلى هاته الثقافة، إلا الإمام الأحمد)، فثقافة عذاب القبر وغيرها هي ثقافة فارسية”.

وتساءل “لماذا تكفرون بالابتعاد عن كل هذه المرويات على أساس أنها دين وأنها تاريخ، وإذا كانت كذلك يجب أن نمحصها ونتأكد منها بالعلوم التاريخية”.

 ويرد قائلا “أعتقد أنهم أرادوا أن يضعوا سياجا لقطع الرواية  الحقيقية عن البخاري”.

صحيح البخاري.. نهاية أسطورة 

قدم لكتاب صحيح البخاري نهاية أسطورة، الباحث المغربي عزيز شراج. ويتحدث شراج عن أسباب إصدار حكم قضائي ضد الكتاب وحظره بالمغرب، مشيرا إلى أن الحرية الثقافية مكفولة منذ عقود في المغرب وأن ما حصل لكتاب رشيد أيلال “استثناء يجب أن يتدارك لأنه جاء إثر قرارات قضائية انطلاقا من لجنة قالت إنه يمس من الأمن الروحي للمواطنين”.

ويوضح شراج أن الكتاب لا يمنع في كامل المغرب بل في مراكش فقط. وقلل من تأثير حملة بعض رجال الدين. وأشار إلى ذلك “فكر فردي لا يجد له صدى في المجتمع”، بل بالعكس الكتاب هو الذي لقي صدى لدرجة أنه طبع في المغرب 3 طبعات في أربعة أشهر وفي تونس حقق أعلى نسبة مبيعات في معرض الكتاب.

وخلص بقوله “إقبال الناس على الدراسات الإسلامية الحديثة يجسد شيئا واحدا وهو أن المواطن العربي المسلم يريد أن يتناغم مع نفسه ومع دينه وفق متطلبات عصره، لا أن يعيش حالة انفصام بين واقعه ودينه”.

واعتبر أيلال أن “علماء أصول الفقه استبقوا السنة قبل القرآن لذلك بات الدين تراثيا: نـأخذ من الموروث وليس من القرآن”.

ويؤكد أيلال أن كتابه يدعو للاستفادة من علوم العصر وذلك بالتثبت من المعلومة حيث تطورت الآليات والمنهجيات العلمية للتحقق منها. ويضيف أن هناك تطورات كثيرة في مجال دراسة اللغة وعلينا أن نستفيد من هذه العلوم. وعن رسالة الكتاب وإلى من يوجهها يقول أيلال إن الكتاب “للحيارى.. لمن حار أمرهم بين تقديس الموروث الديني أو تمحيصه.. هو للمشكك لكي يستيقن.. أما المتيقن بالأساس فلن تستطيع إقناعه ولو جئت بألف دليل.. لذلك أنا أخاطب الذي يحار: هل التراث الديني شيء مقدس أو هو إنتاج بشري علينا أن نمحصه بآليات علمية قوية صارمة على مبدأ أننا لا نناقش الدين بل نناقش التفاعل مع الدين”.

التغلب على الظلامية

عن الانتقادات التي طالته من قبل شيوخ الدين بالمغرب يجيب قائلا “نحن من جعلنا منهم علماء”. ويؤكد أنه سيواصل مسيرته وسيواجههم بالعمل بإصدارات أخرى منها كتاب مفاهيم قرآنية يجب أن تصحح والحرية الجنسية في القرآن.

وقد أشارت وسائل إعلام محلية في تونس إلى أن كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة” تصدر مبيعات معرض الكتاب الدولي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، بعدما تصدر المبيعات في مجموعة المكتبات بالمغرب، قبل صدور أحكام بمصادرته ومنع طباعته.

ويعتقد رشيد أيلال أن “رجال الدين لم يجعلوا الإنسان محور المعادلة وهذا هو الخطأ الذي وقعوا فيه بل جعلوا الأساطير هي المحور.. الإنسان يجب أن يكون خاضعا في حين أن الدين جاء لإسعاد الإنسان لذلك كانت ختم النبوة التي تعني ببساطة أن البشرية باتت قادرة على أن تصل بنفسها إلى الحقائق الكبرى”.

ويقول “نحن مع دراسة السنة والتعلم منها فكيف لا نتعلم من أعظم بشر الذي أحيا أمة من العدم؟، لكن يجب أن نتأكد هل أن الرسول قال هذا، هذا ما أردت قوله في الكتاب.. ما اختلف وناقض القرآن يجب أن ننتبه له.. الدين لا يملك سلطة الإكراه لكن الدولة تملك ذلك بالقوانين”.

ويقول “الدين هو اقتناع عقلي.. هنا أريد أن أشير وألمح له”.

ويتحدث الكاتب المغربي من منطلق تجربته في حزب العدالة والإحسان المغربي، ويقول عنها “أنا أعتبر الفترة التي قضيتها في الحزب وهي 7 سنوات عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاما إلى غاية 22 سنة إحدى حلقات تكويني لأنني دخلت إلى الإسلاموية (الإسلام السياسي) وعرفت حقيقتها وكيف تجري الأمور.. اكتشفت الحقائق لذلك غادرت هذا التيار، وأغلب من انضم إليه غادره وسيفعل كثيرون ذلك في المستقبل”.

وعن دعوات التكفير التي يطلقها أنصار الفكر الظلامي يقول “لا نستطيع تكفير شخص لذلك أعتقد أن العلاقات الإنسانية لا يجب أن تقام على أساس الدين، بل العلاقة يجب أن تكون وفق مشترك إنساني وهو ما دعا إليه القرآن..  المشترك الإنساني هو التثاقف والتعارف والتفاعل بين الشعوب”.

وأكد أيلال “إننا نستطيع أن نتغلب على الظلامية لأن العالم بدأ يرفضها فهي تؤذي الناس لذلك مآلها الزوال”، مضيفا “فقط علينا أن نكون نحن في مستوى الأنوار ألا نتحول إلى كهنوت جديد يدعي أنه متنور ويمارس الظلامية في الآن ذاته”، مشيرا بقوله “إذا أردنا أن نصل إلى نتيجة جديدة علينا أن نبتكر منهجية جديدة ومن يبتكرون ذلك هم المتحررون من المنهجيات القديمة أي العصاميون..معظم المجددين عصاميون”.

وأردف “الأنوار إزاحة للظلمة واستعمال للعقل.. ما أقوله هو نسبي وهو سر تجدد العقل البشري وأنه عندما ينتج العقل البشري فكرة يأتي عقل آخر ليدحضها أو يصححها وبهذا تتطور البشرية. فالظلامية تدعي المطلق سواء كانت دينا أو إلحادا أو أن تدعي التنوير أيضا بادعاء طرف واحد امتلاكه للحقيقة.. هذا شكل آخر من الظلامية الذي يجب أن نحاربه”.

وبين الكاتب المغربي رشيد أيلال في ختام الندوة أنه يؤسس حاليا لمشروع فكري وصفه بما بعد الشحروية نسبة للمفكر محمد شحرور ومحورها “حول الأنبياء الجدد الذين يجب أن نتبعهم ونستمع إليهم لأن وحي الله لم ينقطع في الكون وهؤلاء الأنبياء هم ‘العلماء’.. علماء الفيزياء، الطب والفلسفة وكل العلماء والمختصين بمجالات آخرى”.

ويتابع “هم أنبياء  ليس على أساس أنهم مقدسون، بل على أساس أنهم يواصلون اكتشاف وحي الله في الكون وهذه هي المرحلة الجديدة التي دخلت فيها الإنسانية.. لذلك ختم الله النبوة لأن البشرية أصبحت راشدة تقدر أن تعرف حقائق الله في الكون بنفسها.. لذلك الله تعالى عندما أجاب عن الأسئلة
التي تشغل بال الإنسان أجاب بالقرآن.. أليس هذا ما فعله العم داروين عندما استنطق الأرض… وهذا ما توصل له علم الحفريات مؤخرا بالمغرب عندما تم التعرف إلى أقدم جمجمة”.

 

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
30 décembre 2021 4 30 /12 /décembre /2021 19:42
ا يبدو الحديث عن حضارة بائدة، كحضارة السند، حديثًا يسيرًا، إذ أنه بكل تأكيد حديث شائك، ومفتوح على التخمين، كون هذه الحضارة، بخلاف الحضارات المزامنة لها، حضارة ما بين النهرين، والحضارة المصرية، ما تزال مغاليقها عصية، غير أن لهذه الحضارة أهميتها، خاصة إذا ما أدركنا ارتباطها بالحضارة الديلمونية، إلى جانب كونها تشكل أهمية من حيث فهم التطور الإنساني، ونشأت الحضارات، وهذا ما يحاول كتاب «حضارات السند البائدة»، للكاتب الصحفي البريطاني أندرو روبنسون، الصادر عن «مشروع كلمة للترجمة»، بترجمة الدكتور مصطفى قاسم، فعله في كتاب يسير، لا يتجاوز الثلاث مائة صفحة، يلقي فيه الضوء على العديد من مظاهر تلك الحضارة ومراحلها، وأبرز ملامح قوتها.

 

إن أهمية التعرف على هذه الحضارة، وتفاصيلها للقارئ البحريني والخليجي بشكل عام، يكمن في كون العديد من الدلائل تشير إلى ارتباطها بالحضارات القائمة في الخليج العربي آنذاك، إذ «اكتشفت على جزيرة فيلكا الكويتية وجزر البحرين في الخليج العربي أكثر من مائة ختم مستدير (من نوع الخليج)، يوجد على الكثير منها موضوع الثور ونقوش سندي على الوجه وحدبة من النوع السندي على الظهر، تؤرخ إلى الفترة 2100 - 2000 ق.م. يرجع ذلك إلى أن الخليج العربي - دلمون على وجه التحيديد- كان محطة تجارية حيوية في تلك الأزمان».
في البدء، عند الحديث عن أية حضارة، لابد من تحديد زمنيتها وجغرافيتها، وهذا ما يفعله المؤلف تحت عنوان «عالم يكتنفه الغموض»، مبينًا أن حضارة السند «ظهرت إبان النصف الأول من الألفية الثالثة قبل الميلاد في وادي السند الواقع فيما يسمى حاليًا باكستان والهند».
غير أن هذه الحضارة بقيت مجتجبة ومجهولة، ويعلل المؤلف ذلك الاحتجاب بكون هذه الحضارة «لم تلفت انتباه الإسكندر الأكبر الذي غزا الهند من الشمال الغربي إبان القرن الرابع قبل الميلاد، ولا الإمبراطور البوذي العظيم أشوكا موريا الذي حكم معظم شبه القارة الهندية إبان القرن الثالث قبل الميلاد، ولا حكام الهند العرب والمغال (المغول) والأوروبيين على مدار الألفيتين التاليتين».
لهذا ألفت الإنسانية الحضارات في بلاد ما بين النهرين ومصر، وألفت تبعا لذلك «فنها وعمارتها ومقابرها الملكية، ونصوصها الكثيرة المكتوبة بالهيروغليفية المصرية والمسمارية السومرية والببابلية، والإشارات الكثيرة في الكتاب العبري والأدب اليوماني والروماني إلى الفراعنة المصريين والحكام البابليين والفرس، كما تسود الألفة عينها مع أمجاد اليونان الكلاسيكية، وربما بدرجة أقل مع روحانية الهند البوذية، والهند الهندوسية المبكرة». بيد أن ذلك لم ينل الحضارة السندية التي احتجبت حتى ثلاثينيات القرن العشرين، لتكتشف على يد علماء آثار بريطانيون وهنود مصادفة قرب منطقة (هربا) الواقعة في البنجاب.
وقد سعى الدارسون والباحثون منذ ذلك الوقت، في استجلاء ألغاز هذه الحضارة، ورموز نظام كتابتها، إلا أنهم ورغم نجاحهم الكبير في العديد من التفاصيل المتعلقة بهذه الحضارة، لم يستطيعوا حتى وقتنا الراهن، فك رموز كتابتها، أو كما يقول المؤلف بأن نظامها الكتابي «يأبى الإفصاح عن مكنونه»، وهذا ما سيتوسع الكاتب فيه، في الفصل العاشر، مستعرضا كافة الإدعاءات والمحاولات، والأسباب، التي تحول دون فك هذه الرموز، على الرغم من كثرة المشتغلين عليها.
يطوف (روبنسون) في كتابه هذا، على العديد من الموضوعات، إذ يتعمق في موضوع اكتشاف هذه الحضارة، لينتقل منه إلى تفاصيل عمارتها، وفنونها، وحرفها، والزراعة، والتجارة، إلى جانب المجتمع والدين، ثم يتوقف في الفصول الختامية عند الأفول والاحتفاء، ليتطرق كما بينا إلى فك رموز كتابتها، ثم لمسألة الأصول السندية للديانة الهندوسية، التي ينادي بها القوميون الهنود، ويتبعدها العديد من الباحثين.
لا تختلف الحضارة السندية عن الحضارة في بلاد ما بين النهرين ومصر، من حيث كونها حضارة نهرية، «قامت بفضل وجود الماء والتربة الخصبة وما يتبعهما من ثراء الحياة النباتية والحيوانية وإمكانية الزراعة وتدجين الحيوانات، وبالتالي الاستقرار البشري بديلاً عن حياة الترحال»، إذ على ضفاف نهر السند وروافده التي تنبع من (التيبت) شمال جبال الهيمالايا وصولا إلى بحر العرب، «استقرت جماعات رعوية بدوية قبل نحو ستة أو سبعة آلاف سنة في قرى تقع إلى الغرب من نهر السند»، ومن هذا المكان أنشأت حضارتها، تمامًا كما هو الأمر مع حضارة وادي الرافدين، واستفادتها من نهري دجلة والفرات، والحضارة المصرية، واستفادتها من نهر النيل.
وكهاتين الحضارتين، كان للحضارة السندية تميزها، فعلى صعيد العمارة، امتازت هذه الحضارة بالتقدم العمراني، والهندسي، إلى جانب نظام الأبار ونظام الصرف الصحي المتقدم، بيد أن ما حير علماء الآثار «غياب الأدلة الموثوقة على وجود قصور ومعابد سندية وندرة البنايات التجارية».
وفيما يتعلق بالفنون، فإن العلماء والباحثين استطاعوا أن يفهموا فهمًا جيدًا الفنون والحرف في هذه الحضارة، بعكس العمارة، التي ما تزال تستعصي على التفكيك التام، «فقد غدًا علماء الآثار ملمّين بأدوات حضارة السند وأشغالها المعدنية، وأوانيها الحجرية المنحوتة، وحليها، وأساورها المصنوعة من الصدف أو الحجارة، وآنيتها الفخارية، ومنحوتاتها وأختامها، وذلك بفضل أعمال التنقيب والتحليل التقني والمحاكاة التجريبية للعمليات التي يرجح أنها استخدمت في صنعها» وتشكل الفنون والحرف دليلاً على مدى رقي هذه الحضارة وتطورها.
وتقدم هذه الفنون، وخاصة الأختام السندية، إلمحات لعدد من الممارسات التي كانت سائدة في هذه الحضارة، كالزراعة، التي تحضر كموضوع من خلال الأختام وموضوعاتها الحيوانية، «إلى جانب العظام الحيوانية والبقايا النباتية المكتشفة مثل الحبوب المفحمة وطبعات الحبوب وسيقان النباتات على الآنية الفخارية والطوبية»، كما أن الأختام توضح مدى تطور السنديين في تدجين العديد من النباتات والحيوانات، وتأنيسها، وهذا عائد في أساسه للوفرة الحيوانية التي كانت أصلاً متواجدة في هذه المنطقة.
إن ما يميز الحضارات المتقدمة، هو عوامل أولية، سابقة على وجود الحضارات نفسها، ومن ثم العوامل التي تتخلق نتاج استغلال الإنسان لبيئته، فنجد أن التقدم الحضاري الذي انعكس على رقي الحضارة السندية، فتح ولابد أبواب التجارة أمامها، إذ كانت «عملاً واسعَ النطاق على نحو غير مألوف، حيث كانت السلع تنتقل إلى المدن من مناطقها الداخلية والأراضي المجاورة لها عن طريق البر والمراكب». وقد وصلت البضائع السندية إلى مختلف الأنحاء، وصولا إلى الخليج العربي وبلاد ما بين النهرين «التي اكتشفت فيها حلي وأوزان وأختام وأشياء أخرى سندية، وفي العام 2300 ق.م، تباهى الحاكم الأكادي سرغون في نقش مسماري بالسفن القادمة من (دلمون) و(مغان) و(ملوحا الراسية) في عاصمة أكد الواقعة شرق نهر دجلة»، إذ يبدو من النقش، بأن دلمون تشير إلى البحرين الحديثة، ومغان إلى إقليم مكران وعمان الحديثتين، وملوحا إلى منطقة وادي السند.
هذه الشبكات التجارية نقلت المنتجات السندية إلى أماكن بعيدة عن مصدرها، ويؤكد المؤلف أن البحرين كانت محطة حيوية للتجارة السندية، غير أن هذا الارتباط التجاري، يقابله انفصال كامل في المجالين السياسيين والاجتماعيين، «فالدولة والمجتمع السنديان يختلفان كليًّا - على ما يبدو - عن نظيريهما المعاصرين فيي بلاد ما بين النهرين ومصر».
ومن هذه الاختلافات طرق الدفن ومحتويات القبور، إلى جانب السلطة، التي كانت تمارس من خلال سلسلة من مجالس الزعماء وليس وفق نظام سلطة واحدة يقف في قمة هرمها ملك، وكذلك بعض الأدلة تشير لعدم ممارسة السنديين للتوسعات أو حمل السلاح ضد الغرباء إذ «لم يكن لهم عدو طبيعي» كما يذهب بعض الباحثين. وعلى مستوى الدين، «فلا سبيل لإنكار الأدلة على وجود ما يشبه الديانة في المجتمع السندي، لكن ما زال من الخلافي القطع بما إذا كانت هذه الديانة قد مارست قوة توحيدية».
إلى جانب ذلك «لم يكتشف إلى الآن بناية يمكن القول قطعا إنها معبد»، كما تغيب الكتب المقدسة في هذه الحضارة، لهذا يذهب الباحثون إلى أن «الدين في حضارة السند كان أقل وضوحا مما قد توحي الحضارة الهندية اللاحقة»، التي تبدو في الروحانيات الهندية، والأدبيات الفيدية، والفلسفات المتتالية.
وختاما فما سبب أفول واحتفاء هذه الحضارة؟ تذهب الاحتمالات لعدد من الأسباب، كالعامل الإنساني، الذي «يترجم إلى سردية للتدهور الداخلي ووقوع الدولة فريسة للغزو الخارجي»، إلى جانب التفسير البيئي، بيد أن المؤلف يذهب إلى دمج العاملين «فعلى الأرجح أن أفول الحضارة نتج عن اجتماع العوامل البشرية والبيئية، ومن المرجح أن التغير لم يكن مفاجئًا وهائلاً، بل كان تدريجيًا في حقيقة الأمر، وذلك استنادًا إلى التباين الكبير في مدى الازدهار الذي لوحظ في مواقع سندية مختلفة إبان القرون التي تلت انتهاء فترة النضج في نحو العام 1900 ق.م. وعلى ذلك، فربما لعبت التغيرات المائية والفيضانات والأمراض دورًا، وأيضًا قطع الغابات الناتج عن صنع الطوب وصهر النحاس. ومن الممكن أن يكون الرفض المتنامي للسلطة المركزية قد أسهم في أفول المدن أيضًا، ربما بسبب هجرات الاجانب القادمين من الشمال الغربي».
ويختم (روبنسون)، بالتأكيد على أن حضارة السند ليست حضارة بائدة، «ومع أنها تقع في باكستان والهند، فإنها تخص العالم بأسره»، لهذا ما تزال هذه الحضارة التي لم يفهم إلا نصفها، «تسحر كل المعنيين بأصول الحضارة»، مبينًا أن سر انجذابه إليها «نجاحها في الجمع بين البراعة الفنية والتطور التقني والقوة الاقتصادية من جانب، ومن جانب آخر المساواة الاجتماعية والحرية السياسية والاعتدال الديني على مدى أكثر من خمسمائة سنة».
 
Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
1 mars 2021 1 01 /03 /mars /2021 17:00

L’agence de renseignement américaine (NSA), a publié sur son site une série de recommandations, mettant en garde contre les risques liés à la localisation des smartphones, tablettes et ordinateurs, rapporte CNews.

 

 

1- Les données de localisation transmises en permanence

Le simple fait d’avoir son appareil mobile allumé sur soi expose ses données de localisation, rappelle la NSA. Et les fournisseurs d’accès qui les collectent peuvent les transmettre, et même dans certains cas vendre ces données.  Le simple fait de se connecter à un réseau cellulaire peut permettre à une personne équipée du matériel nécessaire de vous traquer. Les points d’accès wi-fi et capteurs Bluetooth peuvent également être utilisés pour suivre les déplacements d’une personne. 

«Les données de géolocalisation peuvent être extrêmement précieuses et doivent être protégées, explique la NSA. Elles peuvent révéler des détails sur le nombre d’utilisateurs dans un lieu, les mouvements des utilisateurs et de l’approvisionnement, les routines quotidiennes (utilisateur et organisation), et peuvent exposer des associations autrement inconnues entre les utilisateurs et les lieux.»

Conseil : désactivez la localisation dans les réglages. 

 2- Désactiver la localisation ne suffit pas

La NSA précise ensuite que le fait de désactiver l’option de localisation sur son téléphone ne garantit en rien d’être à l’abri de tout traçage. «La chose la plus importante à retenir est peut-être que la désactivation des services de localisation sur un appareil mobile n’éteint pas le GPS, et ne réduit pas de manière significative le risque d’exposition à la localisation, explique l’agence. La désactivation des services de localisation ne fait que limiter l’accès au GPS et aux données de localisation par les applications».

Conseil : utilisez un réseau virtuel privé (VPN) pour vous aider à dissimuler votre position. 

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
1 mars 2021 1 01 /03 /mars /2021 16:57
Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
1 mars 2021 1 01 /03 /mars /2021 16:53

بلكبير لـ”فبراير”:لهذا السعودية بريئة من دم خاشقجي وامريكا متورطة. أثار التصريح الأخير للأستاذ عبد الصمد بلكبير، برلماني سابق ومدير مجلة الملتقى، عن مستجدات مقتل خاشقجي، وما تضمن تقرير المخابرات الأمريكي، لغطا سياسيا كبيرا.
إذ تحدث عن حملة تضليل تمارسها المخابرات الأمريكية حول مقتله، هذا في الوقت الذي صفق كثيرون لتقرير يفترض أنه كشف جزءا من حقيقة مقتل بشعة مورست بقلب السفارة السعودية في اسطنبول باستعمال منشار.
في هذا السياق، أكد الأستاذ بلكبير، في حوار لـ »فبراير.كوم »، أنه لابد من توضيح مجموعة من النقاط لفهم خلفيات التقرير الأمريكي، من وجهة نظره.
أولا: مقتل أو اغتيال خاشقجي هو منتوج صراع أمريكي-أمريكي، حيث وقع تلبيس واقحام السعودية أو الحكام السعوديين فيه !
ثانيا: اثارة الموضوع على جميع المستويات، حسب الأستاذ بلكبير، هو استمرار للتناقض الأمريكي-الأمريكي، ومرة أخرى يقع اقحام السعودية فيه، ، ويومه الاثنين قد تظهر معطيات أخرى.
ثالثا: ماذا وقع في اغتيال خاشقجي، لنذكر أولا أن خاشقجي هو ضابط مخابرات الامريكية ارتكب جرائم حرب في أفغانستان، وهنا ينبه الأستاذ عبد الصمد بلكبير، في حواره لـ »فبراير.كوم »، أنه لا ينبغي أن يفهم من كلامه هذا تبرير قتله، وفي نفس السياق يذكر الأستاذ بلكبير، أن بايدن هو بدوره ضابط مخابرات، وهذا معناه أننا أمام زميلين في المهنة.
خاشقجي لم يكن إلا مظهرا من مظاهر التناقض بين ترامب والمخابرات الأمريكية « CIA ».

إن القصد من استعمال المنشار، هو اهانة لوكالة المخابرات الأمريكية، وتنقيص من هيبتها من قبل جماعة ترامب، بحيث كان يمكنهم تسميم خاشقجي أو وضع حد لحياته في حادثة سير. الـ « CIA » تحاول اليوم الإنتقام لاهانتها، على اعتبار أن أهم مصدر من مصادر نفوذها هو الهيبة، وهي بذلك تريد بعث رسالة مفادها أنها لازالت تملك هيبة ونفوذا.

إن العقد الذي جمع بين ترامب ومحمد بن سلمان، يقضي بفسخ المخطط الذي وضعه برنار لويس لوكالة المخابرات الأمريكية، وصادق عليه الكونغرس الامريكي، ويقضي بتفكيك السعودية إلى خمس دويلات، العقد فسخه ترامب وبالمقابل أعطى ترامب الدولة لسلمان مقابل أن لا يقسمها، على حساب 300 أمير محسوبين على المخابرات الأمريكية في السعودية، تم اعتقالهم أو تتريكهم او استثابتهم…، والوليد بن طلال على رأسهم.
إن الانقلاب الذي وقع في السعودية، هو انقلاب ترامب على نفود المخابرات الأمريكية في السعودية، وهو نفس الشيء الذي وقع في مصر، فصعود مرسي كان بالتنسيق مع وكالة المخابرات الأمريكية، ولهذا كما تلاحظون هنا، ترامب عمل على تفكيك الغام وكالة المخابرات الأمريكية، التي تسعى إلى تفجير حروب، لأنها تسعى إلى تصدير الأزمات بالحروب، بينما وقف ترامب ضد الحروب في العالم، وظل يحارب اعداءه بالحصار المالي والديبلوماسي اساسا بل وفقط، وهذا هو االتناقض الرئيسي بين ترامب ووكالة المخابرات الأمريكية خلال حكمه، وهذا ما يفسر ما وقع في السودان، فأن يحذف السودان من لائحة الارهاب، ويضع حدا لأزمة دارفو، وذلك مقابل الانقلاب على الاسلاميين، التي لـ« CIA » نفود بها.
وفي المغرب حدث نفس الأمر، وهذا ما يفسر اعتراف ترامب بمغربية الصحراء، لأن الذي اصطنع المشكل في الأصل ليس الجزائر، وإنما المخابرات الأمريكية، وذلك منذ مطلع السبعينيات، حينما صنعت قنبلة، إنها تصنع الغام وتبتز أطرافها، وحينما يأتي الوقت تعمل على تفجيرها، لكن ترامب فكّك اللغم.

ستسألونني، يضيف الأستاذ بلكبير، لم أقرع الجرس، لأن الرئيس الأمريكي بادين يريد أن يعود بنا إلى الوراء، أي إلى « الربيع » المفترى عليه، أي القيام بحروب تقسيمية، لأن ما يهمه في اعتقادي، ليس اطلاق سراح معتقلين سعوديين، وإنما تفجير السعودية وتقسيمها، وإذا نجحت مهمته هناك سينتقل إلى السودان ثم إلى المغرب !

إن غاية المجمع الصناعي العسكري، يضيف الأستاذ بلكبير في تصريحه لـ »فبراير.كوم » هو انتاج الحروب وتصدير الأسلحة.

وأنا لا أقول هذا الكلام دفاعا عن بن سلمان، يضيف الاستاذ بلكبير، ولكنني ضد احياء ما قبل الترامبية »، نحن لسنا معها، لكنها لا تصدر ازماتها عبر الحروب، خلاف صنيع المجمع الصناعي العسكري، الذي استرجع الحكم عن طريق بايدن.

لقد رميت حجرة في بركة راكدة، وأدرك أنني أجازف بنفسي حينما أقول هذا الكلام، لكن لابد من تضحيات. » انتهى هنا تصريح الاستاذ بلكبير لـ »فبراير.كوم ».

ذ.عبد الصمد عبد الكبير 

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
30 décembre 2020 3 30 /12 /décembre /2020 20:51
Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
30 décembre 2020 3 30 /12 /décembre /2020 20:34

N'apparaissant qu'une fois dans l'histoire de la naissance de Jésus, les rois mages venus de l'est ont fait forte impression dans l'imaginaire chrétien.

 

De Jean-Pierre Isbouts
Publication 8 janv. 2019 à 09:41 CET, Mise à jour 5 nov. 2020 à 06:29 CET

Dans la série Les personnages de la BibleNational Geographic revient sur les personnages bibliques notables dans le cadre de son reportage sur l'histoire de la Bible et la recherche des textes sacrés.

De nombreux chants de Noël mentionnent les trois rois qui suivirent une étoile et vinrent rendre hommage à un nouveau-né à Bethléem. Dans la Bible, ils ne sont pas décrits comme des rois et leur nombre n'est pas précisé. Ce sont plutôt des « hommes sages de l'Est ». Dans de nombreux tribunaux de l'Est, y compris l'antique Babylone et la Perse, des astrologues érudits ont souvent servi de conseillers sacerdotaux pratiquant l'art de la magie. Depuis lors, les trois mages ont été désignés comme des rois.

Dans l'Évangile selon Matthieu, une étoile brillante a mené les mages de l'est jusqu'à ce qu'elle s'arrête « sur l'endroit où se trouv[ait] l'enfant » et « en entrant dans la maison, ils ont vu l'enfant avec Marie, sa mère » (Matthieu 1:24).

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
29 décembre 2020 2 29 /12 /décembre /2020 07:13

Un phénomène astronomique connu sous le nom de « la grande conjonction », aura lieu le 21 décembre 2020 : Jupiter et Saturne se rapprocheront sur la voûte céleste. La grande conjonction de cette année aura un écart de seulement 6,1 minutes d’arc entre ces deux planètes. Pourquoi la grande conjonction de 2020 est-elle un événement davantage inhabituel ?

Qu’est-ce que la « grande conjonction » ?

La grande conjonction est le rapprochement maximal apparent de Jupiter et Saturne dans notre champ d’observation. En effet, chaque fois que Jupiter et Saturne sont en conjonction elles ont la même longitude céleste ou « ascension droite ».

C’est une opportunité pour les astronomes, amateurs comme professionnels, d’observer deux des astres les plus lumineux de notre ciel nocturne dans le même champ de vision. Ce n’est pas seulement un spectacle captivant, mais aussi un des moins fréquents. Le phénomène astronomique est rare : il se produit tous les 20 ans seulement.

« La grande conjonction » : le 21 décembre 2021 nous aurons l’opportunité unique d’observer Jupiter et Saturne dans le même champ de vision

Pourquoi a lieu la grande conjonction ?

D’un côté, la période orbitale de Saturne (c’est à dire le temps qu’elle prend à compléter son mouvement de révolution autour du Soleil) est de 29,65 ans. D’un autre côté, la période orbitale de Jupiter est de 12 ans. Dès lors, il faudra 20 ans à Jupiter pour rattraper Saturne dans sa course autour du soleil. Cependant, un tel rapprochement, tel que celui que l’on verra le 21 décembre est beaucoup plus rare.

Solarsystem3DJupiter

Pourquoi

 

 

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
29 décembre 2020 2 29 /12 /décembre /2020 06:57

Selon l'enquête menée avec une caméra cachée, ces guides religieux agissent comme des proxénètes en exploitant sexuellement des enfants, sous couvert de la religion. L'enquête diffusée par le service en langue arabe de la BBC a été donc filmée à l'insu des protagonistes, à Bagdad et à Karbala, deux villes irakiennes. Elle lève le voile sur l'exploitation sexuelle des jeunes femmes par une élite religieuse.

Le "mariage de plaisir" est une pratique religieuse controversée, utilisée par les musulmans chiites. Il s'agit d'une union temporaire, pour laquelle la femme est rémunérée.

Le "mariage de plaisir" est illégal, selon le droit irakien. Des hommes, des chefs religieux notamment, y recourent en rémunérant leurs partenaires pour des unions de courte durée. Certains de ces "mariages" durent seulement… une heure. Le temps d'avoir des rapports sexuels. Quelques-unes des filles "mariées" de la sorte ont à peine neuf ans.

Dans les pays à majorité sunnite, ce mariage dit "misyah" remplit une fonction similaire, permettant à un homme de se chercher une partenaire, lors d'un voyage par exemple. Aujourd'hui, il est utilisé pour permettre à un homme et à une femme d'avoir des relations sexuelles pendant une période déterminée. Cette pratique divise les érudits musulmans, certains d'entre eux estimant que c'est un moyen de légitimation de la prostitution. Et la possibilité qu'un mariage soit de courte durée suscite la controverse chez ces érudits.

Des journalistes irakiens et britanniques travaillant pour la BBC ont enquêté sur le sujet pendant plus de 11 mois, en Irak.

Quinze années après la guerre menée contre l'Irak par les Etats-Unis, le nombre de veuves irakiennes est estimé à un million. A cause de la pauvreté, de nombreuses femmes sont contraintes d'accepter le "mariage de plaisir", selon les journalistes de la BBC. Ils constatent que le "mariage de plaisir" est surtout pratiqué dans deux des villes les plus religieuses d'Irak.

The BBC's Nawal al-Maghafi speaks to a girl who has hidden her identity under a black cloth
Image captionLa BBC a écouté le témoignage d'une mineure qui prétend avoir été prostituée par un religieux.

A Khadimiya par exemple, un quartier de Bagdad, un des sanctuaires les plus importants de la communauté chiite, huit des chefs musulmans rencontrés se sont prononcés en faveur du "mariage de plaisir". La moitié d'entre eux dit être prête à contracter cette forme d'union avec des filles de 12 ou 13 ans.

Les journalistes se sont également rapprochés de quatre religieux à Karbala, le plus grand lieu de pèlerinage chiite du monde. Deux d'entre eux disent être favorables au "mariage de plaisir" avec de jeunes filles.

Sayyid Raad, un religieux de Bagdad, a déclaré à la BBC que la charia, la loi islamique, n'impose aucune limite de temps pour le "mariage de plaisir" : "Un homme peut épouser autant de femmes qu'il veut. Tu peux épouser une fille pendant une demi-heure, et dès que c'est fini, tu peux en épouser une autre."

Shiite Muslim worshippers carry a symbolic casket as they gather at the Imam Moussa al-Kadhim's mosque in the Iraqi capital's northern district of Kadhimiya on 12 April, 2018 as they mark the anniversary of the imam's death in the 8th Century.

Lorsque l'un des journalistes a demandé à Sayyid Radd s'il était acceptable d'avoir un "mariage de plaisir" avec une enfant, le religieux a répondu : "Faites attention à ce qu'elle ne perde pas sa virginité." Il a ajouté : "Tu peux avoir des préliminaires avec elle, coucher avec elle, toucher son corps, ses seins... Tu ne peux pas la pénétrer par le devant. Mais le sexe anal, c'est bien."

La BBC a demandé à Sheikh Salawi, un religieux de Karbala, s'il est acceptable de contracter un "mariage de plaisir" avec une fille de 12 ans. "Oui, à partir de neuf ans, il n'y a pas de problème du tout. Selon la charia, il n'y a pas de problème", a-t-il répondu.

Comme Sayyid Raad, il a dit que la seule question est de savoir si la fille est vierge. Les "préliminaires" sont autorisés, et les rapports sexuels anaux sont acceptables si le mineur y consent, dit-il.

Yanar Mohammed, une militante irakienne des droits des femmes, déclare que les filles sont traitées comme des "marchandises" plutôt que comme des êtres humains. Elle souhaite que les filles préservent leur virginité jusqu'à ce qu'elles soient mariées.

En Irak, lorsqu'une fille perd sa virginité avant la vie conjugale, elle est considérée comme inapte au mariage. Sa famille peut s'estimer avoir été déshonorée par elle. "C'est toujours la fille, les femmes qui en paient le prix", déplore Yanar Mohammed.

Les journalistes de la BBC ont secrètement enregistré et filmé des conversations avec des chefs religieux qui disent être prêts à se marier avec de jeunes filles. Une fille mineure prétend avoir été prostituée par un chef religieux. Son témoignage a été corroboré par des témoins. Et un chef religieux a reconnu avoir contracté un "mariage de plaisir" pour… 24 heures.

Ghaith Tamimi, un haut dignitaire chiite irakien, vit maintenant en exil à Londres. Il dénonce les religieux qui utilisent le "mariage de plaisir". "Ce que cet homme dit est un crime qui doit être puni par la loi", soutient-il, parlant de l'un des témoignages en faveur de la pratique du "mariage de plaisir".

Selon certains chefs religieux chiites irakiens, la loi islamique autorise les actes sexuels avec des enfants. Ghaith Tamimi, lui, invite les dirigeants chiites à condamner cette pratique.

Karbala mosque at night

Deux religieux secrètement filmés lors de l'enquête de la BBC disent être des adeptes de l'ayatollah Sistani, l'une des principales figures de l'islam chiite. Mais, dans une déclaration à la BBC, l'ayatollah a déclaré : "Si ces pratiques se produisent de la manière dont vous le dites, nous les condamnons sans réserve. Le mariage temporaire ne doit pas être utilisé (…) pour porter atteinte à la dignité et à l'humanité des femmes."

"Si les femmes ne vont pas à la police pour dénoncer les religieux, il est difficile pour les autorités d'agir", a dit un porte-parole du gouvernement irakien à la BBC.

https://www.seneweb.com/news/International/mariages-temporaires-des-religieux-iraki_n_296701.html

 

 

 

 

 

 

 

Voir les commentaires

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com
29 décembre 2020 2 29 /12 /décembre /2020 06:51
RTS, Doc à la Une du 5.2.2020: Le commerce sexuel secret en Irak
Le clergé chiite de Bagdad réprouve certes la prostitution mais tolère, administre et tarife les « mariages de plaisir » à durée très limitée, une heure au minimum. Pendant le temps prévu par contrat, toutes pratiques sexuelles avec « l’épouse » dès 9 ans sont permises tant que le « bon musulman » contractant préserve la virginité de la jeune femme…

lien vers l'émission: https://www.rts.ch/play/tv/doc-a-la-une/video/le-commerce-sexuel-secret-en-irak?id=11065180

***

Résumé Cenator: Une fois la transaction conclue avec le proxénète, tout est permis au client à condition de préserver la virginité de la fille. Et si, malgré tout, la fille  perd sa virginité durant les ébats (le mariage temporaire est possible depuis l'âge de 9 ans, l'âge d'Aïcha, l'épouse préférée du prophète)… pas de panique.
En effet, avec les femmes, l’islam a plus d’un tour dans son sac pour tirer les hommes d’un mauvais pas.
En l’occurrence, un imam complaisant expliquera au fougueux client comment contourner l’obligation d’épouser la malheureuse victime.
Quant à cette dernière, une fois déflorée, elle court le risque d’être assassinée par les mâles de sa famille afin de réparer l’affront fait au clan familial !

 

 

 

Partager cet article
Repost0
Published by aminajournal.over-blog.com